حديث النفس سنتين .

‏كنت في محطة الإنتظار طيلة سنتين على هيئة ظلك و كنتِ لا تعلمين ، كنت في المقهى ذاته و القهوة نفسها ، ذات الليلة كنتِ تضحكين و ضحكت ... ‏تحدثت معكِ مرة و كان كالثلج حديثك ، علمت حينها أن أحدهم فعل ما لا يجب فعله و خاب ظنك ، كنتِ حزينة وعينيكِ الجميلة فاضحة لكِ ... ‏تبتسمين و عينيكِ لا يرضيها هذا ، حتى حركة يديكِ كانت توحي لي بأنكِ تكرهين أحاديث من حولك و لكن كان هروب من الوحدة لكي تتوقفين عن البكاء ...‏ كان حديثي معكِ المرة ثانية سريعة و بلا معنى حتى أننا تحدثنا عن المحاصيل الزراعية و كمية الإنتاج و عدد المصانع في تلك القرية و أضرارها ... كان الجميل في هذا أن عينيكِ يروق لها هذا و يديكِ ترتاح من توتر كان بها ، ضحكتكِ كانت واضحة أن شيئاً إنتهى بكِ و حياة جديدة أتت هدية لكِ ... ‏كان لدي شيئاً لكِ جميل و لم أكن مستعد لتقديمه فأنتِ كنتِ بعيدة عن ما أتحدث عنه و حتى إسمي أخطأتِ به ، كان كل ما تريدين هو الحديث مع أحد ...‏ تقبلت حديثك وأحببته وأحببت ضحكتكِ القصيرة و الناعمة و لم أهتم لـ نسيانك لي فهو اللقاء الثاني ، كنتِ كالذي يجمع التحف في كل مرة تبتسمين و‏هنا تماماً علمت بأن روحي تريد هذا ، تحدثت معكِ أكثر حتى أنكِ أردتِ مني أن آتي غداً في الوقت نفسه ، أتيت و ها أنا أنتظرك فأين أنتِ الآن ؟

بعد عدة أيام حزينة نوعاً ما و ساعات كئيبة و ضائعة بلا سبب معين ، أتت فجأة بلا أي فكرة سابقة ، أتت في عقلي كـ عاصفة و عبثت بي و بكل ما كنت أسميه هدوء ، شعرت بالسقوط و لكن للأعلى ، كان المعنى كبير جداً حتى فقدت قلمي و أحترقت أوراقي ، ذهب كل هذا و القادم أكثر و هذا سيء جداً ، تركت المكان و هربت كـ طفل خائف إلى المقهى الذي ألتقيتُ بها فيه و كـ دعوة أن أجدها و نتحدث كنت أتمتم و أحكي لروحي بصوت مسموع و أضحك ليضحك أحدهم و هذه فكرة لعينة لا أريدها ، أنتظرت متهمًا قهوتي بالبرود و كيف لها لا تكون ساخنة حتى تأتي الفتاة و بعدها ليحدث ما يحدث ، لن أهتم لو قامت حرب و أنتِ أمام عيني ، الحرب بي منذ رؤية سحر خصرك و رقصة خطواتك في الرحيل ، أنتصرت على كل هم و حزن حين أبتسمتِ و غنيت كثيرًا حين تأملت عينيكِ ، تساءلت كثيرًا كيف لا أكون كـ قهوة تبرد عندما يتأخر صاحبها ! ، لماذا لازال عقلي يفكر بكِ و أنتِ غائبة و ما بيننا لم يكن حتى شيئاً ذا معنى لكِ ! ، كيف لي أكون هكذا و لا أعلم شيئاً عنها ! ، الكثير من هذه الأسئلة لا إجابة لها إلا أنتِ ، أنتهى كل هذا و كان الوقت بطيء جداً حتى شعرت بأنني لازلت في أوراقي ، تركت رسالة لها وبها حروف تعني الكثير لها حين تقرأها ، أنا أكذب على نفسي خير من حزن يحتضن أفكاري ، كذبت بشأن الهدوء و بي من الضجيج ما قد ينهي حياة الهدوء في هذه الحياة ، أحاول بين كل خطوة و أخرى أن أصل إلى نقطة محددة ، كل النقاط تريدك و أنا لا أفقه شيئاً في هذا الطريق و في الخزانة سأكون حتى يتم الانتهاء من أعمال العنف هذه التي في رأسي ، أقتل نفسي بكِ و أحبك و هذا أجمل طريق يراه أعمى ....


أبدأ من جديد كـ موسيقى تحبين سماعها . أبدأ من بداية قديمة مكررة . أبدأ و أنا أعلم بأنني فقدت كل ما أملك . أبدأ منذ سنتين و لم أنتهي . أبدأ بالتردد و كأن اللقاء بعد عدة دقائق . أبدأ و هذا لا يعني شيء . أبدأ كل ليلة و يوم . أبدأ بما لا يوحي للنهاية . أبدأ منكِ و لم أنتهي . أبدأ بالمخبأ حتى أنني لا أعلم ما الوقت الآن . أبدأ يا ذات البداية اللعينة . أبدأ أبدأ أبدأ فهل أتيتِ لأنتهي ؟

لم أنتهي و أنا هنا وحيد لا أريد و لا أبحث و لا أعيش ، هكذا ببساطة سأنال ما أريد .

تعليقات

المشاركات الشائعة