لن ينتهي الأمر بسلام .

لم أكن أعي ما سيكون عليه الحال ، تفاقم الأمر و تراكمات الأفكار حتى شعرت بالضعف و فقدان السيطرة تماماً و مضى الوقت حتى رأيت بأن الركض هرباً بات محتوماً و بدأت و فقدت طريق المواجهة و لن أتراجع فلست قادر على ذلك ، أعلم مدى سوء هذا المكان الذي تركت نفسي به بكل رغبة خوفاً من أن أستيقظ و لا أجد ما يدلني إليك و بكيت حينها و كأني من أصيب بالزهايمر و كل ليلة يبكي على ما مات له بلا لحظة تردد ، كان الهروب من لحظات الجحيم هذه أرحم لروحي البائسة التي لن تجد ما رأته بكِ مجدداً ، كان خوف مريب و كابوس أراه كل صباح ، فلا تلوميني على ضعفي الذي يختبئ بكل مرة نتحدث بها و كأن الحياة تسير كما أرغب بها ، فكل ما كنت أتحكم به هو هلوساتي تجاهك و كأننا سنلتقي غداً ، ها أنا أحلم بكِ أكثر مما مضى و أتحدث عنكِ و كأن للتو ألتقينا و تلك دهشة الرغبة لكِ شعرت بها لأول مرة ، أصبحت أرى كل الأسباب تجمعني بكِ رغم كل محاولاتي لتجاهل هذه الأفكار و لازلت أضعف أمامها و أجمع كل الكلمات من أجل الحديث معكِ من جديد و ما خسرت من روحي إلا ما تمسكت به في خيالي ليصمد ليلة أخرى قبل أن ينهار كل ما شيدته لأظلل نفسي به ، لا أعرف ما سأقوله عن شوقي لك و العودة من جديد و أن تحبيني مرة ثانية و لكن هناك تراجع يجبرني عليه كل لحظات جعلت خيباتك و حزنك يتكرر بسببي ، لا أسعى إلا لما تمسكت به بداخلي فلست قادر على مواجهة كل هذه الهزائم في ليلة واحدة ، ليلة واحدة و كأنها البارحة و هي التي أراقبها منذ خمسة أشهر لأراكِ مرة أخرى لأجعل ذاتي تتماسك من جديد و أسقي كل الجفاف الذي أتى من بعدك كعاصفة لا ترحم ما يكون أمامها ، سُحقت ليلتها و كأنني نملة في لحظة كنت أرانى غراب لن يسيطر عليه أحد ، غرقت بكل جزء من أفكاري و كانت كل فكرة تصرخ لكِ بكل ساعة تستنجد بكِ طلب الرحمة فلا قلب يعي ما يحدث له و لا عقل يحارب ما تسبب به ، هُزمت و ربك بكل معارك وهمية كنت أراها عثرة لن تقف أمامي و كُسرت و خابت ظنوني كجبروت فرعون حين ظن أن البحر سيبقى من أجله ، فلن ينتهي الأمر بسلام ، فالخوف من العيش مجدداً يسكن كل أطرافي ، أخاف من هذه الحياة و كأنني ظننت أنني خالد فلا موت سيأتي ، شاحب وجهي و مفزوع عقلي و في ليلة تلو الأخرى تصيبني رهبة الحياة ، كنتِ واقعية للحد الذي شعرت بأن لا واقع من بعدك و لا خروج من بابك ، أقمت صلاتي و دعواتي لنجاتي و صرخت أنوح لعل السماء تأتي بكِ كمعجزة أخرى أنجوا بنفسي من ظلام ظننت أنه كان كابوس الطفولة و لم يعد موجود من بعدك ، فوربك ما خفت كخوفي من رعشة نهاية لم أرغب بها و لا للحظة ، أصبحت أخاف من نفسي و من كل ما يحدث و أشعر بالخوف و بروحي و لا أقدر على الحديث مع أحد من بعدك ، أخاف حتى من حديثي لكِ لربما كان به خطأ يزيد الحزن وجع لا يطيب ، حِبال صوتي بحت و لم تعد كما كانت و عيناي أحاطها السواد و ما كان لجسدي إلا ذبول بعدما أرتوى بجنة لا تجف من بعدها الأجساد ، أخسر ثباتي كل ليلة فأنتِ من كنت أراها في خيالي حتى تحققت و كيف لي أن أعي بأن كل شيء أنتهى ! للوهلة الأولى أرى الأمر كمزحة لن أقبل بها و بعدها أراها حقيقة أهرب منها حتى أجد نفسي متأمل بذلك الوهم و بأن كل شيء لازال بتلك الليلة التي لم و لن تمضي كما يرغب بها إنسان يعلم بأن كل الأحلام تنتهي و الكوابيس تختفي ، فلا نوم يرحمني فأصبحت أعمى و الظلام يحيل بيني و بين كل ضوء يطاردني ، أبتسمت عدة مرات لذكراك و ضحكت أمامك فما لي ضعيف بهذا الشكل يا لعنة السماء التي حلت بي و يا ويل قلبي من ليالي ستجعلني مجنون لا يتوقف من الحديث عنكِ حتى في منامه ، فلا قوة لي بالتصادم مع كل تلك البراكين فموتي محتوم فلا بأس بأن يكون من خلالك فلا رحمة تأتي من بعدك و لا أنثى تتكرر بما أنتِ عليه ، فلن أكذب على عقلي بأن الحياة ستستمر و كأنك علاقة عابرة و لا عبور حين أسقط من أعلى جبال الهلوسة و لن أجد القاع مهما حييت و لن أتحايل على قلبي و كأني مراهق للتو تعرف على الحب فلا بأس بتكرار ما حدث لأتعلم و أتجاوز ، فما لروحي إلا أن تبقى في كهفك بعدما كان منجاة لأهوال الحياة التي أكلت جسدي كوحش لعين عاش جائع ألف عام ، أصبحت أراكِ ترقصين في تلك الغرفة و الإبتسامة تزهر بين خديك و كأنك فردوس النعيم بين كل هؤلاء الجموع و سعيدة بدوني بلا مبالاة ، أركض مسرعاً و عيناي لا ترى الطريق ، كنتِ تستطيعين أن تسأليني عن كل ما حدث و لكن لم أرى داعي لذلك فلست قادر بالإحتفاظ على بكائي ليوم آخر ، فقد كسرت قلبك كما لو كنت أحب فعل ذلك و برغبة جامحة متكررة فلا دموع منكِ علي الليلة فأجعليني في عثرات الماضي و أتركيني في جنة أوهامي معكِ و لا تسأليني عن ما فعلته و ما كنت أفعله حينها ، جعلتك تبكين فما كان للقدر إلا بتكريم حماقاتي بمصائب رأيتها كذبة ، لا أعلم ما قلت حينها و سوف أقول فعودتي للوعي أصبحت جريمة يخاف عقلي من إرتكابها و أصبحت يداي تخاف كثيراً بعد أن رأت الفرق بين ما كان تحتضنه بيديك و كل هذا الفراغ المخيف الذي يتخللها ، كنت الأعمى عندما كنتِ خطواتي و كنت الأصم عندما كنتِ سمعي و كنت الأبكم عندما كنتِ صوتي ، كنت كل الخيبات لك عندما كنتِ كل الإنتصارات لي فما بالك تراقبيني بغرابة و كأنني لم أخسر كل ما ملكته ، حتى أنزف و أصرخ بالمزيد فلا هناك تراجع يجبرني و ها أنا الآن أنتظر تلك الستائر لترتفع و يبدأ الفصل الثاني بعدما خسرنا الفصل الأول بكل غباء مني و قرارات لم أعلم ما تتكون منه ، لا أريد أن أنتشي و لا أرغب بلمس السماء فما أطارده هو أن أجدني معكِ كما كانت تلك الراحة تسكنني ، أريد بقائك حولي حتى لو كنتِ شبح كما لو أن بهذا سوف تتحقق كل وعود العالم ، كنتِ في أعلى ما وصلت فلن أخطوا للخلف أبداً و لن أعود للوحل الذي عشت به و سأبقى في خيالاتي بكِ إلى أن يأتي ذلك البرق و يحرق ما تبقى مني ، أصبحت أرغب بكل الوهم معكِ فلا قوة لي بأن أكون على وعي تام إلا عندما تكونين معي من جديد ، فلست أعلم ما هي ردة فعلي المناسبة عندما نتحدث و التوتر يأتي و يجعلني قبيح مريب لا يفقه ترتيب الكلمات و لكنني سأتمسك بكل مشاعر متبقية منكِ و لن أتركها و لا أريد أن أستيقظ إلا عندما تكونين بجانبي أو أتركيني كما لو أنني لم أكن يوماً هنا ، دعيني أغوص بكل عمق أوهامي إن لم يكن لوجودك فصل جديد معي حتى أن أتبخر من عقلك ، أعتدت أن تكونين كل الخيارات و كل الطرق الواجب السير عليها و الآن لا أعلم ما علي أتخاذه فأنا أنتظرك هنا لتخبريني ما سأفعله و لأراكِ تسلكين طريقك بداخل عقلي و أنتِ بكل ثقة صاحبة المكان و أنا ذلك الزائر المعتوه و في ذاتي أكره كل ما أكونه من بعدك بلا تردد تجاه ما سيمتلكه عقلي من أفكار تجعل كل ما يزهر من بعدك ليكون قاحل جاف لعين مميت لكل شعوري و ها أنا أكتب لكِ و أترك كل شيء لأختبئ حتى منكِ ، يا من جعل لكل شعور حقيقة دعيني أموت و لو لمرة بسلام .



تعليقات

المشاركات الشائعة